ايات ابكت الشيطان الرجيم

[size=12]في احد محاضرات د. خالد الجبير بالكويت اقامها بعنوان (( ابشر فرحمته وسعت كل شئ )) كانت محاضرة ترقق القلب وتلين الحواس وتدعوا للتفكير بهذه الحياة الدنيا الفانية والاقبال على الاخرة .. اكثر ماشدني عندما قرأ الشيخ هذه الآية و قال انها تجعل الشيطان يبكي عند تلاوتها... فلنتعاون على انفسنا ونجاهد لنبكيه ونقهره و نبكيه طويلا بكثرة الاستغفار والتوبات.....
{ والذين فعلوا فاحشةَ او ظلموا انفسهم ذكروا اللهَ فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرُ الذنوبَ إلّا اللهُ فاستغفروا ما فعلوا و هم يعلمون *اولئِكَ جزاؤُهُم مغفرةٌ من ربهم و جناتٌ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها ونِعمَ اجر العاملين } آل عمران (135-136).
في معنى هذه الآية قال بشكل عام : دعوة من الله للتوبة والاستغفار والاقلاع عن الذنوب والجزاء المغفرة ثم جنة النعيم خالدين فيها ..
فالتوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فيها 3 شروط :
1- ان يقلع عن المعصية .
2- ان يندم على فعلتها.
3- ان يعزم ان لا يعود اليها ابدا.
وان كانت متعلقة بآدمي بالاضافة الى الشروط السابقة شرط رابع :
ان يبرأ من حق صاحبها فإن كانت مالاً او نحوه رده اليه , وان كانت حدّ قذف مكنه منه او طلب عفوه , وان كانت غيبة استحله منها..وان تاب من بعض الذنوب صحت توبته عند اهل الحق من ذلك المذنب وبقي عليه الباقي والله الهادي الى سواء السبيل...
اما بوجه خاص في التفسير للآية :فهي اعتذار من المؤمنين لربهم من جناياتهم وذنوبهم الذين صدر منهم اعمال سيئة كبيرة او مادون ذلك بادروا الى التوبة والإستغفار وذِكر الله وتذكروا ما توعد به العاصين وما وعد به المتقين فسألوه المغفرة لذنوبهم والستر لعيوبهم مع اقلاعهم عنها وندمهم عليها فلهذا قال الله تعالى :{ ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون }, { اولئِكَ } أي : الموصوفون بتلك الصفات { جزاؤهم مغفرة من ربهم } المغفرة التي تزيل عنهم كل محذور , { جناتٌ تجري من تحتها الأنهار } فيها من السرور المقيم والبهجة والنعيم والبهاء والخير والقصور والمنازل الأنيقة العالية والأشجار المثمرة البهيّة والأنهار الجارية في المساكن الطيبة , { خالدين فيها } لا يحولون عنها ولا يبغون بها بدلاً ولا يغير ماهم فيه من النعيم .. و نِعم اجر العاملين عملوا لله قليلاً فأجروا كثيراً .
هذه الآية الكريمة من أدلة اهل السنة والجماعة على ان الأعمال تدخل في الإيمان , و وجه الدلالة إنما يتم بذِكر الآية التي في سورة الحديد نظير هذه الآية .. وهي قوله تبارك وتعالى :{ سابقوا الى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماء والارض للذين آمنوا بالله ورسله } فلم يُذكر فيها إلّا لفظ الايمان بالله وبرسله .. اما الآية في سورة آل عمران { أعدّت للمتقين } وصف للمتقين بهذه الأعمال المالية والبدنية...فدل على ان هؤلاء المتقين الموصوفين بهذه الصفات هم اولئك المؤمنون .

ايات ابكت الشيطان الرجيم Alkon-58c1a0a5a2

الآية الثانية في سورة الأنفال آية ( 33 ) قوله عز وجل : { و ماكان الله ليعذبهم وانت فيهم و ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } إن الله تعالى دفع عن الجهلة الظالمون السفهاء الاغبياء المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم العــــذاب بسبب وجوده صلى الله عليه و سلم بينهم .. فوجوده أمَنَةَ لهم من العذاب..والخوف من وقوع العذاب فيهم جعلهم يبادرون بإستغفار الله تعالى لهذا قال المولى عز وجل : { و ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فهذا الإستغفار مانع من وقوع العذاب بهم بعد ما انعقدت اسبابه .
عن الاغرّ بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :
[ يا أيها الناس توبوا الى الله .. و استغفروه .. فإني اتوب في اليوم مائة مرة ] رواه مسلم .[/size]

الله يجزاااكي بكل خير سمر

ويجعلها الله في موازين حسناتك يااارب